ACLU Suing Psychologists Who Designed and Ran CIA Torture Program (Arabic)
الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية يقاضي خبراء نفسيين
قاموا بتصميم وادارة برنامج التعذيب الخاص
بوكالة المخابرات المركزية
دعوى قضائية بالنيابة عن ثلاث ضحايا تعرضوا للتعذيب من قِبَل
وكالة المخابرات المركزية تزعم حصول جرائم حرب
واجراء تجارب بشرية غير شرعية
للنشر الفوري
13 أكتوبر/تشرين الأول 2015
jbell@aclu.org, 212-549-2508, Josh Bell معلومات الاتصال:
سبوكان، ولاية واشنطن - قام اليوم ثلاثة سجناء سابقون كانوا في عهدة وكالة المخابرات المركزية، ممثلون من قِبَل الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، برفع دعوى قضائية ضد الخبيرين النفسيين الاثنين اللذين صمَّما ونفَّذا برنامج التعذيب الخاص بوكالة المخابرات المركزية.
وكان الخبيران النفسيّان جيمس ميتشسيل وجون "بروس" جيسين، اللذان كانا متعاقدين مع وكالة المخابرات المركزية، قد ساعدا في اقناع الوكالة اياها على اعتماد التعذيب كسياسة رسمية، واكتسبا من خلال هذا الاجراء ملايين الدولارات. وكان الرجلان اللذان كانا يعملان سابقاً في الجيش الأمريكي قد قاما بتصميم وسائل تعذيب واجراء تجارب بشرية غير شرعية على سجناء كانوا في عهدة وكالة المخابرات المركزية، وذلك بهدف اختبار وصقل البرنامج. وقاما بالمشاركة شخصياً في جلسات التعذيب والاشراف على تنفيذ البرنامج لحساب وكالة المخابرات المركزية.
ورُفِعت الدعوى القضائية بالنيابة عن ثلاثة رجال وهم: غول رحمن، سليمان عبد الله سليم، ومحمد احمد بن سعود، الذين تعرضوا للتعذيب باستخدام أساليب تمَّ تطويرها من قِبَل ميتشيل وجيسين، كما تمَّ تفصيله في التقرير التاريخي الذي صدر عن لجنة المخابرات التابعة لمجلس الشيوخ حول اعمال التعذيب التي نفذتها وكالة المخابرات المركزية. ولم توجه الولايات المتحدة اية تهم جرمية ضد أي من الضحايا، الذين لاقى واحد منهم حتفه نتيجة للتعذيب الذي تعرض له، اما بالنسبة للاثنين الآخرين فهما يعيشان الآن حرّان.
"لقد تآمر كل من ميتشيل وجيسين مع وكالة الاستخبارات المركزية على تعذيب هؤلاء الرجال الثلاث وغيرهم الكثير"، هذا ما قاله ستيفين وات، واحد من كبار المحامين العاملين في برنامج حقوق الانسان في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية الذي أضاف قائلاً: "وادَّعيا بأن برنامجهما كان مبنياً وآمناً ومثبتاً وفقاً لأسس علمية، بينما لم يكن ذلك صحيحاً البتة. لقد كان البرنامج غير شرعياً، وكانت الاساليب التي اتبعت في تنفيذه همجية. ان علم النفس مهنة الهدف منها المداواة، إلاَّ ان ميتشيل وجيسين انتهكا القانون الأخلاقي الذي يفرض "عدم الحاق الأذى" وذلك باستخدامهما أكثر الوسائل المشمئزة التي يمكن للمرء تخيلها.
شملت أساليب التعذيب التي وضعها ميتشيل وجيسين، والتي خضع لها الرجال الثلاث، ما يلي: الدفع الى الجدار، والحشر داخل صناديق تشبه التوابيت، والتعريض لدرجات حرارة بالغة الشدة ولإيقاعات موسيقية مدوية، والتجويع، والاخضاع لأنواع مختلفة من التعذيب بالماء، والحرمان من النوم لأيام عديدة، والتقييد في أوضاع مجهدة مصمَّمة للتسبب في الآلام، والحرمان من النوم لعدة أيام متتالية. ولا تزال الضحيتان الاثنتان اللتان لا تزالان على قيد الحياة تعانيان جسدياً ونفسياً من أثر التعذيب الذي تعرضتا له.
ويشمل المُدَّعون افراد اسرة غول رحمن الذي توفي نتيجة للتعذيب. وكان يعيش مع زوجته وبناتهما الأربعة كلاجئ افغاني في الباكستان حيث كان يكسب قوته ببيع الخشب لمواطنيه الذين كانوا يعيشون في نفس مخيم اللاجئين. وفي عام 2002، بينما كان رحمن في اسلام آباد لإجراء فحوصات طبية، اختُطف خلال عملية أمريكية باكستانية مشتركة، وتم من بعدها تسليمه لـ "الموقع الأسود" الذي كانت تديره وكالة المخابرات المركزية في أفغانستان. ووفقاً لتقرير مجلس الشيوخ، تعرض رحمن للتعذيب من قبل فريق محققين يعمل لحساب وكالة المخابرات الامريكية والذي كان يضم ايضاً جيسين. وتوفي رحمن في زنزانته. وبيَّن التشريح والمعاينة للجثة اللذان تم انجازهما في وكالة المخابرات المركزية ان سبب الوفاة نتج عن انخفاض في درجة حرارة الجسم (هيبوثرميا) يعود سببه "جزئياً الى ارغامه على الجلوس دون سروال على أرضية خرسانية عارية"، إضافة الى عوامل مساهمة أخرى مثل "الجفاف، ونقص الغذاء، والجمود الناجم عن التقييد "بسلاسل قصيرة" ". ولم تُخطَر اسرته رسمياً بخبر وفاته، كما انه لم يتم نقل جثمانه اليها لدفنه.
والمدعي الآخر، سليمان عبد الله سليم، صياد من تنزانيا. كان سليم قد تزوج من امرأة صومالية، وكان يمارس عمله عندما اختطفته وكالة المخابرات المركزية. وتم بعد ذلك تسليمه الى سجنين من سجون المواقع السوداء التي كانت تديرها الوكالة في أفغانستان، حيث احتُجِز وتعرَّض للتعذيب لما يزيد عن السنة قبل ان يُنقل الى قاعدة باغرام الجوية. وأطلق الجيش الأمريكي سراحه بعد مرور ما يزيد عن خمس سنوات من تاريخ اختطافه، ومعه رسالة تقر بأنه لا يشكِّل اي خطر على الولايات المتحدة. ويعيش حالياً في زنجبار مع زوجته وابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات.
"لا يزال التعذيب الرهيب الذي قاسيته على يد وكالة المخابرات المركزية يطاردني، ولا تزال ذكريات الماضي تراودني، إلاَّ انني تعلمت كيف اتعامل معها من خلال طبيب نفسي يحاول تقديم المساعدة للآخرين وليس الحاق الأذى بهم". هذا ما قاله سليم مضيفاً: "ان الغرض من هذه الدعوى القضائية هو تحقيق العدالة، ولا ينبغي بتاتاً لأي شخص ان يقاسي الاهوال التي سبَّبها هذان الرجلان".
المدعي الثالث ويدعى محمد احمد بن سعود، فرَّ من ليبيا في عام 1991 خوفاً من التعرض للاضطهاد نتيجة لمعارضته لديكتاتورية معمر القذافي. وفي عام 2003، اُلقي القبض على بن سعود خلال عملية مداهمة أمريكية باكستانية مشتركة لمنزله، وتمَّ بعدها ارساله الى سجون وكالة المخابرات المركزية في أفغانستان حيث احتُجز وتعرض للتعذيب لما يزيد عن السنتين. ورأى سعود للمرة الأولى ميتشيل في السجن الأول الذي اُرسِل اليه، وبعد ذلك تعرف عليه لاحقاً على انه كان حاضراً في غرفة كان يقوم محققو وكالة المخابرات المركزية بتعذيبه بغمر رأسه قسراً في الماء المثلج. وفي عام 2005، ارسلته وكالة الاستخبارات المركزية الى ليبيا حيث تعرض للتعذيب، وبُعيد محاكمة صورية، حُكِم عليه بالسجن المؤبد. واُطلق سراح بن سعود في عام 2011 بعد خلع القذافي، وهو يعيش حالياً مع زوجته وأولاده الثلاث.
بالإضافة الى قيامهما بأنفسهما بتعذيب السجناء، درَّب وأشرف كل من ميتشيل وجيسين عاملين آخرين في وكالة الاستخبارات الامريكية على استخدام اساليبهما. وقاما في عام 2005 بتأسيس شركة تدعى ميتشيل، جيسيىن اند اسوشييت التي تعاقدت معها وكالة الاستخبارات الامريكية للقيام بالإدارة الكلية لبرنامج التعذيب الخاص بها، بما في ذلك توفير محققين وافراد امن للعمل في المواقع السوداء وتنفيذ عمليات التسليم. ووفقاً لتقرير مجلس الشيوخ، دفعت الحكومة للشركة اياها مبلغ 81 مليون دولار على مدى سنوات عدة. وتركت وكالة المخابرات المركزية المجال لميتشيل وجيسين لتقييم مدى فعالية وسائل التعذيب في "كسر ارادة" المحتجزين، إلاَّ انها اقرَّت لاحقاً ان تلك كانت غلطة منها.
بعد الاستشهاد بتجارب اُجريت على كلاب في ستينات القرن الماضي، اقترح ميتشيل وجيسين برنامجاً لوكالة المخابرات المركزية يرتكز على التسبب عمداً بآلام ومعاناة جسدية ونفسية. وخلال التجارب التي أجريت على الكلاب في ستينات القرن الماضي، كانت تلك الكلاب تتعرض عشوائياً للصدمات الكهربائية التي تؤدي في النهاية الى انهيارها وبالتالي الى حالة من الاستسلام يُطلق عليها حالة "العجز المكتسب". ووفقاً لنظرية ميتشيل وجيسين، لو تم تدمير الانسان نفسياً عن طريق التعذيب والمعاملة السيئة فإنه يصبح عاجزاً كلياً عن رفض الادلاء بالمعلومات التي تُطلب منه. واخترع ميتشيل وجيسين "مراحل" مختلفة لعملية التعذيب التي كانت تهدف الى كسر ارادة السجناء ووضعهم بشكل ممنهج في حالة "العجز المكتسب".
"لقد قام هذان الخبيران النفسيان بابتكار والاشراف على اختبار الغاية منه هو الحط من قدر البشر وتحطيم اجسادهم وعقولهم"، هذا ما قاله درورلادين المحامي العامل في مشروع الامن القومي للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، وأضاف قائلاً: "لقد كان هذا عملاً وحشياً ولا اخلاقياً، كما انه شكل خرقاً للحظر المفروض على اجراء تجارب بشرية والمعمول به منذ الحرب العالمية الثانية".
اعتمدت وكالة الاستخبارات المركزية مقترحات ميتشيل وجيسين، وفي أغسطس/آب من عام 2002، حصلت الوكالة على تفويض من قِبَل وزارة العدل فيما يسمى بـ "مذكرات التعذيب"، الذي اُلغي فيما بعد من قِبَل الوزارة عينها.
لقد رُفِعت الدعوى في محكمة فدرالية في ولاية واشنطن حيث مقر شركة ميتشيل، جيسين اند اسوشيت، وحيث لا يزال يعيش فيها جيسين. ورفع المدعون الدعوى القضائية ضد ميتشيل وجيسين تحت قانون الدعاوى الأجنبية التي يسمح برفع دعاوي في حالات حصول انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان، وذلك لارتكابهما عمليات تعذيب، ولمعاملتهما الوحشية والاإنسانية والمُحِطَّة بالكرامة، ولإجرائهما تجارب بشرية غير موافق عليها، ولارتكابهما جرائم حرب.
المحامون العاملون في هذه القضية هم على التوالي: ستيفن وات، ودرور لادين، وهينا شمسي، وجميل جعفر من الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، وايميلي تشيانغ ولا روند بايكر من الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، فرع واشنطن.
يمكن قراءة دعوى اليوم على الموقع العنكبوتي التالي:
https://www.aclu.org/legal-document/salim-v-mitchell-complaint
يمكن مشاهدة تسجيلات فيديو، وصور، ومعلومات إضافية على الموقع العنكبوتي التالي:
يمكن قراءة هذه النشرة الإعلامية على الموقع العنكبوتي التالي:
https://www.aclu.org/news/aclu-sues-psychologists-who-designed-and-ran-cia-torture-program